May 9, 2009

أعود لطاولتي....

كيف حالكم يا أصدقائي؟؟ للأسف لاحظت أن متابعين المدونة رحلوا عنها!!! لهم كل الحق، فأنا لم أكتب من فترة طويلة. وأغلب اهتمامي - كعادتي - يذهب لموضة جديدة.. لست أقصد موضة في الأزياء أو بين الشباب؛ بل هي موضة في حياتي.. انضممت لمنتدى عربي ما (ستارتايمز)، بدافع البحث عن حلقات مسلسل أجنبي (جرايز أناتومي) لصديقة لي - أحبها جدا وأعتز بها - طلبته مني. وبعدها تحولت إلى مجنون بالمسلسل نفسه!!
ما حدث بعدها هو أنني تحولت للموضة الجديدة. تعرفت على بعض الرفاق هناك - كلهم أولاد لكي لا تسيئون الظن! - وتعلمنا الكثير من بعضنا البعض. بعدها انشغلت كثيرا معهم في نواديهم عن موقعي ومدونتي وويكيبيديا وكل شئ. حتى أنني أنشأت مدونة جديدة خصيصا للمسلسل. ولم أتوقف عن هذا الجنون إلا مؤخرا جدا.

المشكلة هي أنني اكتشتفت أنني أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحاسب!! وخاصة من بعد شرائي الحاسب المحمول (لابتوب) والذي لم أعد أقوم من عليه.. إما تجدني أحمل برامج أو مسلسل من الإنترنت وإما تجدني أضع أنا هذه المواد على الإنترنت. أو أبحث عن حل جديد لمشكلة ما تواجهني.

أتخيل الآن حياتي داخل القرص الصلب!! أرغب دائما في زر (F3) لكي عن ورقة ضائعة أو غطاء زجاجة فتحتها بالأمس!! أرغب في زر (Ctrl+Z) لكي أتراجع عن جملة قلتها أو إختيار ما أثبت خطأه. أرغب في زر (Del) لأخرج كل ما لا أرغب فيه من حياتي. أتمنى أن أجد زر المساعدة (F1) دائمًا في الوقت الذي أحتاجه فيه.
بالفعل أصبحت موصولا بالحاسب عبر (USB - الناقل العام التسلسلي)*، وأصبحت أشرد كثيرا، وأحتاج وقتا أكبر لاستيعاب ما ليس له علاقة بالحاسب. بينما أفهم خوارزمية ضغط فيديو في دقائق!!
حياتي كلها على القرص الصلب، وعقلي يعمل على التوازي مع المعالج! أحتاج للخروج من هذه الدائرة ولا أقدر.. جربت حلولا كثيرة ولكن كلها لا تنفع!
أريد أن أعود لطاولتي القديمة، حيث أقرأ بنهم شديد، وأحل المسائل الرياضية على سبيل المرح!! وأذهب للنادي للجري والرياضة، وأستمع للموسيقا الراقية - مش راب و هيب هوب - آهٍ أشتاق لها أيام.
المهم أنني عرفت من "سردال" أنني بحاجة لانقطاع تام عن الإنترنت لفترة طويلة، وهذا هو علاجي الوحيد للتخلص من إدماني للإنترنت. ولكني لا أعتقد أنني قادرا على مثل هذا قرار، ولا حتى في وقت الإمتحانات.. ربنا يستر.

*تذكرت موقفا حدث لي بينما كنت مسافرا، تعودت على سماع أغاني على موبيلي من إختياري وعندما أمل منها كنت أسمع محطة نجوم FM في السيارة وفجأة إذ بالمذيع يكرر سؤال الحلقة: "ما معني كلمة USB" والجائزة "راوتر USB مقدم من شركة إتصالات" والذي يمكنك من دخول الإنترنت في أي مكان طالما توجد تغطية لشبكة المحمول. طبعا أردت الإشتراك من كل قلبي، ولكنه - سامحه الله - لم يكرر رقم البرنامج ولا مرة مع أنه كرر السؤال أكثر من خمس مرات وأكد أنه لم تصله ولا إجابة صحيحة حتى حينها.. طبعا انتهى البرنامج وبعدها عرفت رقم الهاتف بعدما فاز به غيري.