May 12, 2008

بتفرج على الحياة

قبل كل شئ، أعتذر عن هذا العنوان العاميّ؛ ولكن هذه الجملة هي أول ما جال بخاطري عندما قررت الإمساك بالورقة والقلم ومن ثمّ الكتابة. ولا تستغربون فهذا المقال – وللمرة الرابعة على ما أتذكر – كُتب على الورق أولاً قبل نقله للموقع.
ما الذي أعنيه من العنوان؟ لقد قررت فجأة أن أتوقف عن الحياة، أو بمعنى آخر أتوقف عن السير في مجرى الحياة التي أسير بها. أقف من بعيد وأحتل مكان الراوي كما في الروايات؛ الراوي كليّ الرؤية الذي يرى كل الأحداث من بعيد، أرى الكل بما فيهم نفسي وأرى ماذا فعلت وماذا أفعل. السبب في اتخاذي هذا القرار هو موقفٌ فريدٌ لا أحسد عليه، وضعتني فيه واحدة من أعز الأصدقاء إلى قلبي.
تخيل عندما تقف وترى نفسك من بعيد، وتدرس قراراتك على ضوء آخر، من منظور موضوعي جدًا، بعيدًا عن التحيز لوجهات نظرك وقناعاتك المسبقة. عندها ترى كيف يتصرف الآخرون من حولك. وفقط عندها ستجد الفرصة المثالية لتنتقد نفسك كما تنتقد كل من حولك، وستلوم نفسك على مائة بالمائة من النتائج التي وصلت إليها؛ خمسون بالمائة تسببت فيها بقرارات خاطئة، وخمسون أخرى نتيجة لقرارات لم تأخذها!
هل تعرفون هذا الموقف في كل أفلام الرعب والفانتازيا، عندما يضطر البطل إلى مواجهة أسوأ مخاوفه؟ أنا قررت أن أتعرض لمثل هذا الموقف، ومواجهة أسوأ مخاوفي. آسفـًا لن أستطيع ذكره هنا حتى لا يصبح نقطة ضعف في المستقبل ;)
نويت المقارنة بين ما كنت أخطط له وما آلت إليه أوضاعي الحالية وحياتي، أدرس بعناية ما أفعله الآن تمهيدًا لاتخاذي لقرارات مصيرية، وتغيير جذري في حياتي. لا مزيد من الادعاءات، "هذا أنا" كما يقول المغني (آدم). هذا أنا وهذه عيوبي وهذا ما سأصلحه في نفسي. "العودة إلى سابق عهدي" هي خطوة ليست سهلة كما قد تبدو؛ ولكتني سأثابر حتى أصل إلى إليها، (نقطة استعادة) كما تسميها أنظمة الويندوز، نقطة أستطيع الوقوف عليها ومن ثمّ الانطلاق من جديد، متجنبًا كل الأخطاء التي حدثت سابقـًا، وبالتالي أحتاج أولاً إلى تحديد هذه الأخطاء.
أتطلع أن أكون أفضل، أتطلع أن أكون مختلفـًا، أتطلع أن أكون ناجحًا، أتطلع أن أكون ملتزمًا، أتطلع أن أكون ما أتمناه.
فقط أعود إلى هذه النقطة، وأقوم بإيقاف وإعادة تشغيل حياتي كما في نظام الويندوز تمامًا، لهذا وقفت.. أتفرج على الحياة.